الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

انتفاضة الحرية


- فى وسط الكر و الفر المستمر فى شارع محمد محمود اضطرينا تحت ضرب الغاز المكثف نتراجع لأول شارع محمد محمود بعد ستارة دخان اتعملت علينا .. جمبى شاب فى اواخر العشرينات او اوائل التلاتينات طويل و ماشاء الله صالب عوده بدقن خفيفة .. وقعت قنبلة غاز جديدة قدامنا بالظبط بأسرع ما يمكن لقيته بيمسكها بإيده من غير جوانتى و لا فوطة و بيخترق الغاز زى السهم عشان يرمى القنبلة من جديد على الأمن المركزى وسط هتافاتنا الله أكبر راااااجل بطل راااجل

- زميلتنا هدى دكتورة فى المستشفى الميدانى وصلها شاب فى حالة سيئة جدا ابتدت تسعفه بسرعه لقيته بيقولها وهو بيموت انا كده كده رايح سيبيني والحقي حد عنده فرصه اهم بدل ماتضيعي وقتك معايا و استشهد على ايديها

- اول شارع محمد محمود و نص الشارع عند الخرابة فرق الالتراس عاملين كماين المولوتوف عشان يمنعوا اى تقدم لقوات الصهاينة الداخلية و بالليل بيبعتوا لبعض اشارات بالليزر و الكشافات
اول امبارح الضرب كان كثيف جداا علينا فاضطرينا نرجع لورا عشان نكتشف ان الضرب شد عشان يستفردوا بالكمين اللى عند الخرابة فى وسط الشارع كلينا جرينا لقدام عشان نلحقهم لقينهم فى مكان مكشوف جدا و بيواجهوا الرصاص بطريقة مباشرة لقيناهم رجعوا الداخلية لكتر من 100 متر لورا لوحدهم بالطوب و بس
يكفى انى اقول لكم ان عدد الشباب اللى كانوا عند الخرابة ساعتها اقل من 20 شاب معاهم طوب و قزازتين مولوتوف رجعوا اكتر من 50 عسكرى مسلحين ببنادق الخرطوش و الغاز و المطاطى و الرصاص الحى

- بقى من المشاهد المألوفة جدا انك فى وسط الضرب الساعة 10 الصبح تلاقى جمبك ولد عنده 15 - 16 سنة واقف فى الصفوف الأولى ماسك طوبة و رابط قميص المدرسة اللبنى على وشه عشان يقيه من ريحة الغاز و لو حاولت ترجعه ورا شوية عشان خايف عليه تلاقى فى عينيه بصه تسكتك تقولك انا مش صغير على انى احب بلدى زيك

- دكتوره هدى واقفه في المستشفي بتحارب عشان تحافظ علي حياه المصابين وبتعيط علي اللي مابتلحقش حياته وتكمل شغلها
ولما اترمت جنب رجلنا جوه المستشفي قنبله غاز جرينا كلنا علي بره ولقيتها راجعه قبل ماتاخد نفسها وتقولي مش هاطلع من غير
المصاب اللي كنت باعالجه

-المستشفى الميدانى اللى ورا هارديز واخد نصيب الأسد من عدد مرات الضرب .. اتضرب 3 مرات وكل مرة كنا بننقل المستشفى عند مسجد عمر مكرم او عند المجمع و يرجع الاطباء يرجعوها تانى اخر مرة المستشفى اتضربت بالغاز و الدكاترة كلهم وقعوا من الضرب لما جينا ننقلها لقينا الدكاترة بيقفوا فى وشنا و بيمنعونا من اننا ننقلها و بيقولوا ان ده اقرب مكان من الضرب فهيخليهم يقدروا ينقذوا عدد اكبر من المصابين اللى ممكن يموتوا لو استنينا لما يروحوا عند المجمع قلنالهم بس انتوا كده ممكن تموتوا قالوا نموت مش مهم بس نكون انقذنا اكبر عدد من المصابين ولحد دلوقتى المستشفى قايمة بعملها رغم ضربها كل شوية


- بينا و بين العساكر تقريبا 50 متر و العسكرى يسجب بندقية الخرطوش و ينشن علينا فى لحظة واحدة تلاقى المجموعة كلها بتناغم غير مسبوق بتنزل بتوطى و تدى ضهرها للضرب عشان تحمى عينيها و هم قريبين من الارض بيكون كل واحد اخد طوبة تسمع صوت الخرطوش بيطير حواليك فى كل حته و بيخبط فيك فى بعض الأحيان و يخبط فى الشجر من حواليك و مرة واحدة المجموعة تقوم عشان ترمى الطوب و تطلع تجرى لورا عشان قنبلة الغاز اتضربت فرق الخل و السائل اللى بيغسل العين تشتغل و تعالج الناس و واحد يطلع يجرى على القنبلة و يرجعها للعساكر تانى مصحوبة بهتافتنا واحد يطلع من ورا يلا يا رجالة الله اكبر نجرى كلنا اتجاه العساكر و معانا الطوب نرميه عليهم يضربوا غاز نرجع يحاولوا يتقدموا و المدرعات قدامهم فرقة المولوتوف اللى عند الخرابة تضرب اتنين ناحيتهم يضطروا يرجعوا لورا نكون لقطن نفسنا نقوم نهجم يضربوا .......

لا دى مش الانتفاضة الفلسطينية دى انتفاضة الحرية دى الثورة المصرية الثانية بث حى و مباشر من شارع محمد محمود

من مشاهدات  " أحمد فارس " من الميدان وشارع محمد محمود حدث بتاريخ 22 نوفمبر 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق